الفرق بين رواية حفص وورش وقالون

قبل الحديث عن الفرق بين قراءات القرآن الكريم المختلفة نبدأ أولا بالحديث والتعريف بالرواة حفص وورش وقالون ..

الفرق بين رواية حفص وورش وقالون
الفرق بين رواية حفص وورش وقالون

رواية حفص عن عاصم هي رواية أو تلاوة لكتاب الله العظيم لحفص على ومعلمه هو الإمام عاصم بن أبي النجود. وقد التزم حفص بهذه الطريقة في قراءته للقرآن الكريم وأتقنها وصار شيخا فيها بعد شيخه والنسبة هنا نسبة التزام لطريقة القراءة وليست نسبة اختراع أي أن حفصا مثلا أو غيره ليس هو الذي اخترع هذه الطريقة, وإنما لسبب اتقانه وبراعته وحفظه في عصره واشتهاره بتلاوته القرآن بها, وبذلك وقع الاختيار عليه لنسبة الرواية إليه لا إلى غيره ولم تعد تنسب هذه الرواية إلى الصحابي أو التابعي, وأما عاصم فهو شيخ الإمام حفص. وكان العلماء يختارون عند تدوين أشهر القراءات الصحيحة إماما شيخا وتلميذين لكل شيخ, فالشيخ هو الإمام عاصم والتلميذين هما حفص وشعبة ولكن رواية حفص أشهر من رواية شعبة لذلك لا يعلم كثير من الناس سوى رواية حفص.

نبذة مختصرة عن الشيخ عاصم وتلميذه حفص
عاصم بن بهدلة أبي النَجود الكوفي, وقيل اسم أبيه عبد الله وكنيته أبو النجود, واسم أم عاصم "بهدلة" وكنيته أبو بكر, وهو أحد القراء السبعة (من قراء الشاطبية), وهو تابعي جليل. وإسناد عاصم في القراءة ينتهي إلى عبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب ما, ويأتي إسناده في العلو بعد ابن كثير وابن عامر, فبين عاصم وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان.

وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير وعلى أبي مريم زر بن حبيش الأسدى, وعلى عمرو سعد بن إلياس الشيباني.
وكان عاصم يقرئ حفصا بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن. توفي عاصم سنة 120 من هـ.

هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ـ نسبة لبيع البز أي الثياب ـ وكنيته : أبو عمر, ولد سنة تسعين. ويعرف بحفص. أخذ القراءة عرضا وتلقينا عن عاصم, وكان ربيبه ـ ابن زوجته ـ. وتوفي حفص سنة 180 هـ.

قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة, ونزل بغداد فأقرأ بها, وجاور بمكة فأقرأ بها, قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.

وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحا على شعبة بضبط الحروف, وقال الذهبي : هو في القراءة ثقة ثبت ضابط, وقال ابن المنادي : قرأ على عاصم مرارا, وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش. ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم, وقرأ الناس بها دهرا طويلا وكانت التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على .
روى عن حفص أنه قال : قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة, فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي, وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود .


رواية قالون عن نافع
رواية قالون عن نافع وهي رواية من روايات القرآن.
روى الإمام قالون الرواية عرضا وسماعا عن الإمام نافع, وتلقى الإمام نافع القراءة عن سبعين من التابعين من بينهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع قارئ المدينة الأول, وشيبة بن نصاح, وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج, وقرأ أبو جعفر على عبد الله بن عياش وعلى عبد الله بن عباس, وعلى أبي هريرة, وهؤلاء الثلاثة قرؤوا على أبي بن كعب وقرأ ابن عباس وأبو هريرة على زيد بن ثابت, وقرأ زيد وأبي على النبي محمد كما نزل عليه. فرواية الإمام قالون عن نافع متواترة في جميع طبقاتها, ولا أدل على تواترها من أن الإمام نافعا تلقاها عن سبعين من التابعين , وتواترها في الأصول والفرش.

وهى ضمن الروايات المتواترة المشهورة التي عني بها القراء وذكروها في مؤلفاتهم بل هي أول رواية تصدر بها كتب القراءات منذ بدء عهد التأليف حتى يومنا هذا, تعظيما لمنزلة راويها وقارئها المدنيين. وتنتشر هذه الرواية انتشارا واسعا في ليبيا وتونس وموريتانيا وأماكن أخرى من أفريقيا.

نبذة عن الإمام قالون
هو أبو موسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقي مولى بن زهرة . ولد في المدينة المنورة سنة 120 هجرية , روى القراءة عرضا وسمعا عن الإمام نافع قارئ المدينة الثاني وإمامها ولازمه منذ سنة 150 هجريا حتى بلغ شؤوا بعيدا في القراءة والإتقان . يقول عن نفسه , قرأت عن نافع قراءة غير مرة وكتبتها في كتابي . وسئل كم قرأت على نافع ؟ قال مالا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة , وذلك لقرابته منه حيث كان زوجا لامه . لم يتصدر للإقراء , تأدبا مع شيخه , رغم تمكنه وإتقانه إلى أن قال له شيخه : إلى كم تقرأ علي , اجلس إلى اسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك .

انتهت إليه رئاسة الإقراء بالمدينة بعد شيخه نافع فكان يعرف بقارئ المدينة ومعلم العربية بها وكان من إكرام الله له انه يدرك قراءة القارئين عليه ويرد خطأهم ويرشدهم إلى الصواب في القراءة. واستمر بعد أن جلس للإقراء في العطاء حتى وافته المنية سنة 220 هجرية .


رواية ورش عن نافع
رواية ورش عن نافع هي إحدى الروايات المتواترة التي يقرأ بها القرآن الكريم, تنسب إلى أبي سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان والملقب بورش.

ورش هو عثمان بن سعيد (110 هـ–197 هـ) لقبه نافع بلقب ورش. كان مقرئا في مصر, ثم رحل إلى المدينة المنورة ليقرأ على نافع, فقرأ عليه ختمات في شهر سنة 155 هـ , فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء في مصر, فلم ينازعه فيها منازع, مع براعته في اللغة العربية ومعرفته في التجويد, وكان حسن الصوت, قال يونس بن عبد الأعلى: « كان ورش جيد القراءة حسن الصوت, إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب, لا يمل سامعه».

الاختلاف عن نافع
ذلك أنه كان قد قرأ على شيوخ له في مصر قبل أن يرحل إلى نافع. فلما رحل إلى نافع في المدينة المنورة, قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه, فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين, فأقره على قراءته. فقالون قد طابقت قراءته اختيار شيخه نافع. أما ورش –وإن كانت قراءته عن نافع عن مشايخه المدنيين– فقد خالفت اختيار نافع, لكن كون نافع أقره على ما وافق بعض مشايخه المدنيين وصح عنده, وكان هذا قد صح كذلك عند ورش عن مشايخه المقيمين في مصر, فيستحيل تواطؤ هؤلاء على الخطأ, ثم وجدنا ورشا قد صار شيخ قراء مصر بلا منازع في زمانه, فهذا يدل على إقرارهم بإتقانه. هذا مع معرفتهم بقراءة أهل المدينة نتيجة مرورهم بها أثناء الحج, فضلا عن معرفتهم بقراءة مشايخهم المقيمين في مصر. فلا شك بعد ذلك بتواتر قراءة ورش.

الفرق بين قالون ورواية ورش
الفرق بين رواتي ورش وقالون يتعدد بتعدد طرق الروايتين, فالفرق بين الطريقين المشهورين - طريق الأزرق عن ورش وطريق أبي نشيط المروزي عن قالون - يختلف عن الفرق بين كل طرق ورش وقالون.

الفرق في الأصول
أغلب الفروق بين ورش وقالون في الأصول, فإنما يشتركان في حرف نافع, أي في اختياره في الفرش, ويختلفان في تفاصيل بعض الأصول.

فروق كل طرق ورش
نقل حركة الهمزة من خصائص ورش من جميع طرقه مثل (الارض) بخلاف قالون والرواة الآخرين عن نافع, فإنهم يروون عن نافع عدم النقل, أي النطق بهمزة قطع (الأرض).
إبدال الهمز الساكن في مثل (يومنون) التي يقرأها رواة نافع الآخرون (يؤمنون) بتحقيق الهمزة, ويزيد طريق الإصبهاني على طريق الأزرق بعض الكلمات التي يبدل فيها الهمزة الساكنة حرفَ مد.

فروق بعض طرق ورش
الإمالة والتقليل (الإمالة الصغرى): يتفق أغلب رواة ورش على التقليل (الإمالة الصغرى) في كثير من الكلمات, وينفرد طريق الإصبهاني عن ورش بعدم الإمالة إلا في كلمة (التورية) في بعض طرقه, ثم إن بعض طرق قالون تتفق مع أغلب طرق ورش في الإمالة مثل طريق القاضي وطريق أبي عون عن الحلواني عن قالون إلا في كلمة (الكافرين) فإن ورشا من طريقي الأزرق والعتقي ينفرد بإمالتها.
ترقيق الراء المفتوحة والمضمومة المسبوقة بكسر أو ياء لأغلب طرق ورش إلا الإصبهاني, وقالون من جميع طرقه بتفخيم الراء.
تفخيم اللام المفتوحة بعد الصاد والطاء والظاء للأزرق وحده, وتغليظ اللام بعد الصاد فقط من طريق العتقي وعدم تغليظها مطلقا للإصبهاني وجميع طرق قالون.
التقاء الهمزتين من نفس الحركة: لورش تسهيل الهمزة الثانية أو إبدالها مدا مشبعا (من طريق الأزرق فقط) ولقالون التسهيل مع إدال ألف بين الهمزتين, وفي المكسورتين لورش من طريق الأزرق ثلاثة أوجه: الإبدال مع المد, التسهيل والإبدال ياء خفيفة الكسر, وتسهل لقالون في الهمزتين المكسورتين الهمزة الأولى إلا من طريق الحلواني فله تسهيل الأولى والثانية, ولورش تسهيل الثانية بالإضافة لأوجه الأزرق المذكورة.
(أرأيت) للأزرق بإبدال الهمزة ألفا ممدودة, ولباقي طرق ورش وجميع طرق قالون التسهيل فقط،
(هأنتم) للأزرق بإبدال الهمزة مدا أو تسهيلها وللعتقي التسهيل فقط وللإصبهاني تحقيق الهمزتين, ولقالون تسهيل الثانية مع إدخال ألف.

فروق الفرش
فروق الفرش بين الروايتين قليل, ولكنه وارد في الكلمات التالية:

(وليومنوا بي لعلهم) فتح الياء لطرق ورش وإسكانها لطرق قالون،
(قربة) بضم الراء لطرق ورش وإسكانها لطرق قالون،
(نسلكه) في سورة الجن بالنون لطرق قالون وطرق ورش عدا الإصبهاني, فإنه يقرأ (يسلكه) بالياء،
باب (وهو) بضم الهاء (وَهوَ) لورش وإسكانها لقالون (وَهوَ) مع الخلاف في (ثمَ هوَ) و(يمِلَ هوَ) لقالون, فله الضم والإسكان حسب الطريق.
(بيوت) لورش بضم الباء (بيوت) ولقالون بكسر الباء (بِيوت)،
(نعما) لورش بكسر العين, (لا تعدوا) لورش بفتح العين, (يخصمون) لورش بكسر الخاء, ولقالون وجهان حسب الطريق: السكون المحض أو اختلاس الحركة في الكلمات الثلاث.
(لأهب لك) في سورة مريم: لورش تقرأ الهمزة ياء (لِيَهب) ولقالون القراءة بالهمزة (لِأَهب) وبالياء حسب الطريق.
قرأ ورش (ثم ليقطع) (وليقضوا) (وليتمتعوا) اللام بالكسر وقالون بالإسكان،
(اللائي) يقرأها ورش بالتسهيل إلا الإصبهاني فهو وافق قالون في القراءة بالهمز.
(أو ءاباؤونا) قرأ ورش الواو بالفتح وقالون بالإسكان.

الفرق بين رواية حفص ورواية ورش
تختلف رواية حفص عن عاصم عن رواية ورش في نطق الكلمات القرآنية أو في التجويد أو زيادة الأحرف ونقصها, فنجد على سبيل المثال ورش من طريق الأزرق يغلظ كل لام مفتوحة قبلها (ص أو ط أو ظ) مفتوحة أو ساكنة, ويرقق من طريق الأزرق والعتقي الراءات التي قبلها ياء أو كسرة أو قبلها حرف ساكن قبله كسرة ويمد المتصل والمنفصل من طريقي الأزرق والعتقي 6 حركات ولديه من طريق الأزرق التوسط والإشباع في مد اللين المهموز والأوجه الثلاثة في مد البدل من طريق الأزرق, ويسهل الهمزة الواقعة فاء في وزن التفعيلة ويقلل ذوات الياء ولديه الإمالة في هاء (طه) وأمور أخرى اختلف فيها عن الإمام حفص.

تابعنا على فيسبوك

×