علامات يوم القيامة هي التي تسبق وقوع يوم القيامة وتدل على قربه وقد تم تقسيمها إلى صغرى وكبرى, والصغرى تتقدم حصول القيامة بمدة طويلة ومنها ما وقع وانقضى وقد يتكرر ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع ومنها ما لم يقع إلى الآن .
من الحقائق المقررة في ديننا الإسلامي أن يوم القيامة آت لا ريب فيه، وأن العلم بوقت وقوعه مما استأثر الله به، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة فقال : ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) رواه البخاري ومسلم . غير أن الله عز وجل قد أقام علامات تدلنا على قرب الساعة.
علامات الساعة الصغرى
- بعثة النبي محمد وموته صلى الله عليه وسلم
, فلما بعث النبي دل ذلك على اقتراب الساعة, كما قال عليه الصلاة والسلام: (بعثت أنا والساعة كهاتين, ويقرن بين إصبعيه السبابة, والوسطى) كما دل على اقتراب الساعة موته عليه السلام فقد قال: (اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي).
- معجزة انشقاق القمر
ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم انشق القمر بمعجزة لم يشهد لها العرب مثيلا, وقد ذكر ذلك في القرآن في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر ﴿١﴾ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)، وفي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذا انفلق القمر فلقتين, فكانت فلقة وراء الجبل, وفلقة دونه, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا)
- فتح بيت المقدس
فقد قال عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم, فقال: اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي, ثم فتح بيت المقدس)،وقد فتح بيت المقدس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حيث ذهب بنفسه إلى هناك وبنى فيها مسجدا وصالح أهل المنطقة.
- نار عظيمة تخرج من أرض الحجاز
يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى), وفي عام ستمئة وأربعة وخمسين للهجرة, ظهرت هذه النار العظيمة, وقد أفاض أهل العلم في الكتابة عنها آنذاك, وهذه غير النار التي ستظهر آخر الزمان لتطرد الناس إلى محشرهم.
- ولادة الأمة ربتها
فقد جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهيئة رجل شديد بياض الثياب, شديد سواد الشعر فجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يسأله إلى أن قال: (فأخبرني عن الساعة, قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال: فأخبرني عن أمارتها, قال: أن تلد الأمة ربتها)، وقد اختلف أهل العلم في معنى ذلك على عدة أقوال لخصها ابن التين في ما يأتي:
أن تتسع رقعة الدولة الإسلامية وتسبى نساء البلدان التي فتحها المسلمون, فتكثر الجواري, فإذا ولدت الجارية ولدا لمالكها, كان بمثابة ربها. لأنه ولد سيدها.
أن يبيع ملاك الجواري أمهات أولادهم, فيكثر تداولهن بين الملاك حتى يشتريها ولدها وهو لا يشعر بذلك.
أن تلد الجارية حرا من غير سيدها, كأن تزني أو يتم وطؤها بشبهة أو بنكاح, ثم تباع بيعا صحيحا, إلى أن يشتريها ولدها.
أن يكثر عقوق الأولاد لأمهاتهم, فيمتهن الولد أمه ويسبها ويضربها, فأطلق عليه اسم ربها مجازا.
- كثرة المال والاستغناء عن الصدقة
إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال, فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته, وحتى يعرضه, فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي). فبين الحديث أن الله عز وجل سيعطي الأمة الكثير من الكنوز حتى لا تجد رجلا محتاجا يقبلها, وقد حدث ذلك في زمن الصحابة رضوان الله عز وجل عليهم. إذ كثرت الفتوحات الإسلامية وفاضت الكنوز عليهم من اقتسام أموال الفرس والروم, وحدث ذلك أيضا في زمن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حتى أصبح الرجل يعرض الصدقة فلا يجد من يقبلها منه, وهذا والله أعلم سيتكرر وقوعه في زمن المهدي وعيسى عليه السلام.
- ظهور الفتن
والمقصود بالفتن هنا ما يقع في الناس من أمور يكرهونها من كفر وقتل وعصيان وما شابه ذلك من الأمور, وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الفتن العظيمة التي ستظهر فيهم, ووجههم إلى الالتزام بجماعة المسلمين والإيمان بالله, قال صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا, أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا, يبيع دينه بعرض من الدنيا).
- ضياع الأمانة
والأمانة هي التكليف, بأن يتبع الإنسان ما أمر الله به, ويجتنب ما نهى عنه, وهي ضد الخيانة, وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمانة ستنتزع من القلوب, فيصير الرجل من أهل الخيانة بعد أن كان من الصالحين. وذلك لزوال خشية الله من قلبه, وفي تلك الفترة يضيع الناس دينهم فيسند الأمر إلى غير أهله, يقول عليه الصلاة والسلام: (فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة, قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)
- انتشار الزنا
وذلك بأن يشيع الزنا بين الناس, بل إنهم يستحلونه, وذلك زمان تكون فيه الذمم قد فسدت حتى إن الرجل قد يفعل ذلك جهارا نهارا بين الخلائق كما أخبر عليه الصلاة والسلام في قوله: (من أشراط الساعة, ذكر منها ويظهر الزنا)
- كثرة شرب الخمر واستحلالها
وذلك بأن تنتشر هذه الخمور بين الناس, ويظهر من يعتقد حلها , وقد انتشر ذلك في الزمن الحاضر بشكل كبير, حتى أصبحت تشرب وتباع جهارا, وسميت بالمشروبات الروحية, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها)
- التطاول في البنيان
وهذه الأمارة بدأت بالظهور منذ عصر النبوة تقريبا, حين بدأت رقعة الدولة الإسلامية بالاتساع والظهور, وأخذت الأموال تغدق على المسلمين, وبعد مدة من الزمان وكثرة المال, أصبح الناس يتنافسون في الدنيا حتى وصل ذلك إلى أهل البادية, وأشباههم من أهل الفقر, فأخذ الناس بالمباهاة في بناء البيوت والمباني, حتى أن الشخص ليريد أن يبني ما هو أكبر وأعلى مما بنى غيره, إلى أن وصل بهم الحال في عصرنا إلى بناء ما يسمى بناطحات السحاب, وقد ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان, فذاك من أشراطها)
- كثرة القتل
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل), وقد ظهر هذا منذ مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه, وما زال مستمرا إلى يومنا هذا. فقد فسدت النفوس, وخفت العقول, وانتشرت الأسلحة, وكثرت الحروب, لا يدري القاتل فيم قتل, ولا المقتول فيم قتل.
- رفع العلم وفشو الجهل
إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة لأياما, ينزل فيها الجهل, ويرفع فيها العلم)، والمقصود هنا ليس غياب العلم, فإن العلم موجود, ولكن قلة العلماء الصالحين الذين يعلمون الناس أمور شرعهم.
- السلام للمعرفة فقط
وذلك بأن لا يسلم المرء إلا على من يعرفه, فيترك الناس السلام بينهم بحجة أنهم لا يعرفون بعضهم, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة), وهذا الفعل مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر بإفشاء السلام بين الناس, سواء المعروفين أو غير المعروفين. لنشر الألفة, والمحبة بينهم.
- شهادة الزور وكتمان شهادة الحق
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة , حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم)، وذلك بأن يشهد الرجل الشهادة فيكذب فيها, وهي من أكبر الكبائر عند الله عز وجل.
- رفض السنة
يقول عليه الصلاة والسلام: (يوشك أن يقعد الرجل متكئا على أريكته , يحدث بحديث من حديثي , فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله , فما وجدنا فيه من حلال استحللناه, وما وجدنا فيه من حرام حرمناه, ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله), حيث ظهر في زماننا أناس يدعون الأخذ من القرآن ويحثون على ترك السنة, يطلقون على أنفسهم مسمى القرآنيين. فالسنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي, تأتي مفسرة وموضحة ومبينة ومقيدة ومخصصة ومضيفة لما ورد في القرآن الكريم, فلا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال.
- كثرة الظالمين الذين يضربون الناس بالسياط
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن طالت بك مدة, أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله, ويروحون في لعنته, في أيديهم مثل أذناب البقر.)
- ظهور الكاسات العاريات
كما ورد في الحديث الشريف: (صنفان من أهل النار لم أرهما, قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات, رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة, ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.)، فهن نساء مائلات عن طاعة الله عز وجل, مميلات لمن رافقهن عن صواب الطريق, يلبسن من اللباس ما لا يستر عوراتهن بل ويشف عنها, ويضعن فوق رؤوسهن ما يجعل رؤوسهن كأسنمة الإبل, وهذا يحصل في المجتمع في الوقت الحاضر.
- كثرة الكذب
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم)، فقد كثر الكذب في أزمان خلت, ولكن تجلى هذا الأمر وزاد في الزمن الحالي, فقد يكذب الوالد على ولده, أو الزوج على زوجه, أو البائع على المشتري, وأمثلة ذلك كثيرة من صور الكذب.
- انتشار التجارة
يقول عليه الصلاة والسلام: (بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة), وذلك ظاهر جلي في زماننا, فلا تكاد تجد مكانا إلا وفيه من التجار ومحالهم الكثير.
- قطع الأرحام
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وذكر منها وقطع الأرحام)، وقد ساد هذا الأمر في زماننا.
- اختلال المقاييس
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب, ويكذب فيها الصادق, ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين, وينطق الرويبضة قيل: يا رسول الله وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)، وهذا الأمر واضح حاليا.
- عودة جزيرة العرب جنات وأنهارا
وقيل بسبب الزراعة وحفر الآبار, ودليل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: (وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا).
- خروج القحطاني والجهجاه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان, يسوق الناس بعصاه)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا تذهب الأيام والليالي, حتى يملك رجل يقال له الجهجاه)، فيظهر في آخر الزمان رجل من قحطان لم يذكر في الأحاديث اسمه, ويظهر آخر من المماليك يسمى بالجهجاه, وكل واحد منهما يحكم ويمسك بزمام الحكم, وقد ضرب المثل بعصى القحطاني. كناية عن شدة طاعة الناس له أو خشونته عليهم.
- ريح تقبض المؤمنين
ففي الحديث الذي تكلم عن الدجال, يقول عليه الصلاة والسلام: (إذ بعث الله ريحا طيبة, فتأخذهم تحت آباطهم, فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم, ويبقى شرار الناس, يتهارجون فيها تهارج الحمر, فعليهم تقوم الساعة)، دل الحديث على أن الريح تكون بعد يأجوج ومأجوج وخروج الدجال ونزول عيسى, بل وبعد خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها, حيث إن الدابة تخرج لتفرق بين المؤمنين والكافرين, وطلوع الشمس مصاحب لذلك, فلو كانت الدابة قبل الريح, لما بقي مؤمن على الأرض.
- كثرة الزلازل
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم, وتكثر الزلازل)، وهذا يكون مع نزول الخلافة إلى الأرض المقدسة, إذ تكثر الزلازل.
- صدق رؤيا المؤمن .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا يبقى بعدي من النبوة شيء إلا المبشرات>>قالوا ::يا رسول الله وما المبشرات؟قال :<<الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له)
- كثرة النساء .
- فتح القسطنطينية .
- كثرة الروم وقتالهم للمسلمين .
- ظهور الخسف والمسخ والقذف .
- انكشاف الفرات عن جبل من ذهب .
- كلام السباع والجمادات الإنس .
علامات الساعة الكبرى
- ظهور المهدي
وهو رجل رشيد من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, يوافق اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم, واسم أبيه اسم والد النبي صلى الله عليه وسلم, وهو رجل يخرج في آخر الزمان, حين يكون الظلم قد ملأ الأرجاء, فيخرج ناشرا للعدل, مقيما للدين, طاردا للأهواء, يقول عليه الصلاة والسلام: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم , لطول الله ذلك اليوم , حتى يخرج فيه رجل مني , أو من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبي , يملأ الأرض قسطا وعدلا , كما ملئت جورا وظلما)
- خروج المسيح الدجال
تنتشر الفتنة بين الناس بظهور المسيح الدجال الذي يظهر من جهة خراسان, فيتبعه الكثير من ضعاف الإيمان ولا ينجو من فتنته إلا المؤمنون بحق, يطوف كل بقاع الأرض إلا مكة والمدينة لا يستطيع دخولهما, وهو أعور العين مكتوب على جبينه كلمة كافر, ومعه جنة ونار فتكون جنته نارا وناره جنة المسلمين, وجاء وصفه في حديث النبي الكريم "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال وأنا أحذركم أمر الدجال إنه أعور وإن ربي ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأ الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار (ناره جنة وجنته نار)"
- نزول المسيح عيسى عليه السلام
ينزل عليه السلام مصدقا بمحمد عليه الصلاة والسلام وعلى ملته, فيواجه الأعور الدجال ويقتله, ثم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويخرب الكنائس ويقتل النصارى إلا من صدقه وآمن به, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عيسى عليه السلام ينزل على ثنية البيت المقدس يقال لها أفيق وعليه ممصرتان وشعر رأسه دهين وبيده حربة وبها يقتل الدجال فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم, ثم يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به".
- خروج يأجوج ومأجوج
وهم قوم يعيثون فسادا كبيرا في كل البلاد, ويستمر الوضع على ذلك حتى ينزل الله عليهم دودة تسمى النعف فتقضي عليهم, فقد جاء في الحديث الشريف "إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد حتى إذا أمسوا قالوا غدا نفتحه فيصبحون من الغد وقد أعاده الله كما كان حتى إذا أراد الله فتحه قالوا نحن غدا نفتحه إن شاء الله فيصبحون من الغد فيفتحونه ويتحصن الناس في حصونهم وآكامهم قال: فيأتون على دجلة والفرات فيشربون ما فيهما فيجيء آخرهم فيقول: قد كان ها هنا مرة ماء فيسلط الله عليهم دواب كأنها النعف".
- هلاك يأجوج ومأجوج
يستمر يأجوج ومأجوج بالإفساد في الأرض, فلا يأمن شرهم إلا من كان مختبئا, ومتحصنا بالحصون, ومنهم عيسى -عليه السلام- ومجموعة من المؤمنين معه, فيشتد بلاؤهم على المؤمنين, فيتضرعون إلى الله بالدعاء, فينجيهم الله بإرسال دود تأكل رقاب يأجوج ومأجوج, فيموتون, ثم يبعث الله طيرا أعناقها طويلة, فتحمل أجسادهم إلى حيث يشاء الله -سبحانه-, وقد ورد ذلك في قول رسول الله: (فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه, فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم, فيصبحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ, ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض, فلا يجدون في الأرض موضع شبرٍ إلا ملأه زهمهم ونتنهم, فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله, فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله).
- هدم الكعبة
يعد هدم الكعبة من علامات اقتراب الساعة, وذلك من قبل رجل من الحبشة يدعى ب(ذي السويقتين)؛ لصغر ساقيه, ورقتهما, قال رسول الله: (يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة), وقد وصفه بأنه أسود متباعد ما بين ساقيه, يهدم الكعبة حجرا حجرا, لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (كأني به أسود أفحج, يقلعها حجرا حجرا), ويشار إلى أن ما سيحدث للكعبة من خراب لا يتنافى مع قوله -تعالى-: (حرما آمنا)؛إذ إنه يبقى آمنا إلى قرب قيام الساعة, لا إلى قيامها الفعلي, أما المدينة المنورة فسيخرج الناس منها -وذلك من علامات الساعة-, فيتركونها حتى تصبح خاوية على الرغم من طيب عيشها, وثمارها, إذ قال رسول الله: (يتركون المدينة على خير ما كانت, لا يغشاها إلا العواف), والعوافي هي الطير والسباع, و قد أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام أن الدخان الوارد ذكره في قوله -تعالى-: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) هو من علامات الساعة, وذلك في قوله: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات, فذكر, الدخان).
- الدخان
الدخان من العلامات الكبرى ليوم القيامة, إذ يملأ الأرض من المشرق إلى المغرب, ويمكث لمدة أربعين يوما, ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبينٍ).
- خروج الدابة
وهي دابة تكلم البشر وتهديهم للحق, قال تعالى { وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.سورة النمل - الآية 82
- رفع القرآن من السطور والصدور
يعد القرآن محفوظا في الصدور, والسطور, إلا أنه لن يبقى في الأرض في آخر الزمان؛ فالمحفوظ منه سيرفع من صدور الحافظين, والمكتوب منه سيرفع من المصاحف حتى لا تبقى منه آية, وذلك من علامات اقتراب الساعة كما أخبر رسول الله بقوله: (وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلةٍ, فلا يبقى في الأرض منه آية), وإن رفع القرآن لهو من أعظم الأمور التي ستحصل ومن أشد الفتن؛ فإنه لا تبقى كلمة منه في صدر أحدٍ من الخلق, ولا يبقى حرف منه في مصحف, وإن الله هو الوحيد القادر على رفعه؛ فهو محفوظ بقدرته إلى أن يشاء الله رفعه, قال تعالى: (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا).
- طلوع الشمس من مغربها
وعندها تقفل أبواب التوبة فجاء في قول عز وجل {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ۗ قل انتظروا إنا منتظرون}.
- الخسوفات الثلاثة
أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن وقوع ثلاثة خسوفات كعلامة من علامات الساعة, إذ قال: (خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف في جزيرة العرب).
- الريح الباردة
أخبر رسول الله أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق, أما المؤمنون منهم فينجيهم الله من أهوالها؛ وذلك بإرسال ريح طيبة تقبض أرواحهم, فلا تظل على الأرض نفس في قلبها مثقال ذرة من إيمان؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم, فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرةٍ من خيرٍ, أو إيمانٍ إلا قبضته, حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبلٍ لدخلته عليه, حتى تقبضه قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: فيبقى شرار الناس), وقد ورد عن رسول الله في رواية أخرى أن هذه الريح تأتي من اليمن, وذلك بقوله: (إن الله يبعث ريحا من اليمن), ويحتمل الجمع بين الروايتين وجهين: الأول أنهما ريحان؛ شامية, ويمانية, والثاني أن الريح تبدأ من إحدى المنطقتين لتصل الأخرى.
- خروج النار
اتفق العلماء على أن خروج النار هي آخر علامات الساعة الكبرى؛ لقول رسول الله: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آياتٍ) إلى أن قال: (وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم)، ويفهم من حديث رسول الله أن هذه النار تخرج من اليمن، وتسوق الناس إلى محشرهم وهو بلاد الشام؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ستخرج نار من حضرموت أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ فقال: عليكم بالشام)، وهذه النار ليس الهدف منها إحراق الناس، وإنما سوقهم إلى محشرهم، فتبقى ملازمة لهم ليلا ونهارا، تبيت معهم وترحل معهم، وتبقى هكذا حتى تصل بهم إلى الشام، وقد ورد ذلك عن رسول الله بقوله: (ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا).
- حشر الناس إلى أرض الشام
وعندها تقبض أرواح جميع المسلمين ليشهد المشركون باقي علامات الساعة الكبرى, كما جاء في نص الحديث الشريف "يحشر الناس يوم القيامة, على ثلاث طرائق, راغبين راهبين, اثنان على بعير, وثلاثة على بعير, وأربعة على بعير, وعشرة على بعير, وتحشر بقيتهم النار, تقيل معهم حيث قالوا, وتبيت معهم حيث باتوا, وتصبح معهم حيث أصبحوا, وتمسي معهم حيث أمسوا"
- النفخ في الصور والصعق
وهي آخر علامات الساعة الكبرى, إذ ينفخ في الصور ثلاث نفخات, نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة البعث من القبور, قال الله تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ۖ ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}.
![]() |
علامات الساعة الصغرى والكبرى |
من الحقائق المقررة في ديننا الإسلامي أن يوم القيامة آت لا ريب فيه، وأن العلم بوقت وقوعه مما استأثر الله به، وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وقت قيام الساعة فقال : ( ما المسئول عنها بأعلم من السائل ) رواه البخاري ومسلم . غير أن الله عز وجل قد أقام علامات تدلنا على قرب الساعة.
علامات الساعة الصغرى
- بعثة النبي محمد وموته صلى الله عليه وسلم
, فلما بعث النبي دل ذلك على اقتراب الساعة, كما قال عليه الصلاة والسلام: (بعثت أنا والساعة كهاتين, ويقرن بين إصبعيه السبابة, والوسطى) كما دل على اقتراب الساعة موته عليه السلام فقد قال: (اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي).
- معجزة انشقاق القمر
ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم انشق القمر بمعجزة لم يشهد لها العرب مثيلا, وقد ذكر ذلك في القرآن في قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر ﴿١﴾ وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)، وفي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذا انفلق القمر فلقتين, فكانت فلقة وراء الجبل, وفلقة دونه, فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا)
- فتح بيت المقدس
فقد قال عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم, فقال: اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي, ثم فتح بيت المقدس)،وقد فتح بيت المقدس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حيث ذهب بنفسه إلى هناك وبنى فيها مسجدا وصالح أهل المنطقة.
- نار عظيمة تخرج من أرض الحجاز
يقول عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى), وفي عام ستمئة وأربعة وخمسين للهجرة, ظهرت هذه النار العظيمة, وقد أفاض أهل العلم في الكتابة عنها آنذاك, وهذه غير النار التي ستظهر آخر الزمان لتطرد الناس إلى محشرهم.
- ولادة الأمة ربتها
فقد جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهيئة رجل شديد بياض الثياب, شديد سواد الشعر فجلس عند النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يسأله إلى أن قال: (فأخبرني عن الساعة, قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال: فأخبرني عن أمارتها, قال: أن تلد الأمة ربتها)، وقد اختلف أهل العلم في معنى ذلك على عدة أقوال لخصها ابن التين في ما يأتي:
أن تتسع رقعة الدولة الإسلامية وتسبى نساء البلدان التي فتحها المسلمون, فتكثر الجواري, فإذا ولدت الجارية ولدا لمالكها, كان بمثابة ربها. لأنه ولد سيدها.
أن يبيع ملاك الجواري أمهات أولادهم, فيكثر تداولهن بين الملاك حتى يشتريها ولدها وهو لا يشعر بذلك.
أن تلد الجارية حرا من غير سيدها, كأن تزني أو يتم وطؤها بشبهة أو بنكاح, ثم تباع بيعا صحيحا, إلى أن يشتريها ولدها.
أن يكثر عقوق الأولاد لأمهاتهم, فيمتهن الولد أمه ويسبها ويضربها, فأطلق عليه اسم ربها مجازا.
- كثرة المال والاستغناء عن الصدقة
إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال, فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته, وحتى يعرضه, فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي). فبين الحديث أن الله عز وجل سيعطي الأمة الكثير من الكنوز حتى لا تجد رجلا محتاجا يقبلها, وقد حدث ذلك في زمن الصحابة رضوان الله عز وجل عليهم. إذ كثرت الفتوحات الإسلامية وفاضت الكنوز عليهم من اقتسام أموال الفرس والروم, وحدث ذلك أيضا في زمن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حتى أصبح الرجل يعرض الصدقة فلا يجد من يقبلها منه, وهذا والله أعلم سيتكرر وقوعه في زمن المهدي وعيسى عليه السلام.
- ظهور الفتن
والمقصود بالفتن هنا ما يقع في الناس من أمور يكرهونها من كفر وقتل وعصيان وما شابه ذلك من الأمور, وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الفتن العظيمة التي ستظهر فيهم, ووجههم إلى الالتزام بجماعة المسلمين والإيمان بالله, قال صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم, يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا, أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا, يبيع دينه بعرض من الدنيا).
- ضياع الأمانة
والأمانة هي التكليف, بأن يتبع الإنسان ما أمر الله به, ويجتنب ما نهى عنه, وهي ضد الخيانة, وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمانة ستنتزع من القلوب, فيصير الرجل من أهل الخيانة بعد أن كان من الصالحين. وذلك لزوال خشية الله من قلبه, وفي تلك الفترة يضيع الناس دينهم فيسند الأمر إلى غير أهله, يقول عليه الصلاة والسلام: (فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة, قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)
- انتشار الزنا
وذلك بأن يشيع الزنا بين الناس, بل إنهم يستحلونه, وذلك زمان تكون فيه الذمم قد فسدت حتى إن الرجل قد يفعل ذلك جهارا نهارا بين الخلائق كما أخبر عليه الصلاة والسلام في قوله: (من أشراط الساعة, ذكر منها ويظهر الزنا)
- كثرة شرب الخمر واستحلالها
وذلك بأن تنتشر هذه الخمور بين الناس, ويظهر من يعتقد حلها , وقد انتشر ذلك في الزمن الحاضر بشكل كبير, حتى أصبحت تشرب وتباع جهارا, وسميت بالمشروبات الروحية, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها)
- التطاول في البنيان
وهذه الأمارة بدأت بالظهور منذ عصر النبوة تقريبا, حين بدأت رقعة الدولة الإسلامية بالاتساع والظهور, وأخذت الأموال تغدق على المسلمين, وبعد مدة من الزمان وكثرة المال, أصبح الناس يتنافسون في الدنيا حتى وصل ذلك إلى أهل البادية, وأشباههم من أهل الفقر, فأخذ الناس بالمباهاة في بناء البيوت والمباني, حتى أن الشخص ليريد أن يبني ما هو أكبر وأعلى مما بنى غيره, إلى أن وصل بهم الحال في عصرنا إلى بناء ما يسمى بناطحات السحاب, وقد ذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان, فذاك من أشراطها)
- كثرة القتل
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل), وقد ظهر هذا منذ مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه, وما زال مستمرا إلى يومنا هذا. فقد فسدت النفوس, وخفت العقول, وانتشرت الأسلحة, وكثرت الحروب, لا يدري القاتل فيم قتل, ولا المقتول فيم قتل.
- رفع العلم وفشو الجهل
إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة لأياما, ينزل فيها الجهل, ويرفع فيها العلم)، والمقصود هنا ليس غياب العلم, فإن العلم موجود, ولكن قلة العلماء الصالحين الذين يعلمون الناس أمور شرعهم.
- السلام للمعرفة فقط
وذلك بأن لا يسلم المرء إلا على من يعرفه, فيترك الناس السلام بينهم بحجة أنهم لا يعرفون بعضهم, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة), وهذا الفعل مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر بإفشاء السلام بين الناس, سواء المعروفين أو غير المعروفين. لنشر الألفة, والمحبة بينهم.
- شهادة الزور وكتمان شهادة الحق
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة , حتى تعين المرأة زوجها على التجارة وقطع الأرحام وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق وظهور القلم)، وذلك بأن يشهد الرجل الشهادة فيكذب فيها, وهي من أكبر الكبائر عند الله عز وجل.
- رفض السنة
يقول عليه الصلاة والسلام: (يوشك أن يقعد الرجل متكئا على أريكته , يحدث بحديث من حديثي , فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله , فما وجدنا فيه من حلال استحللناه, وما وجدنا فيه من حرام حرمناه, ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله), حيث ظهر في زماننا أناس يدعون الأخذ من القرآن ويحثون على ترك السنة, يطلقون على أنفسهم مسمى القرآنيين. فالسنة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي, تأتي مفسرة وموضحة ومبينة ومقيدة ومخصصة ومضيفة لما ورد في القرآن الكريم, فلا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال.
- كثرة الظالمين الذين يضربون الناس بالسياط
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن طالت بك مدة, أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله, ويروحون في لعنته, في أيديهم مثل أذناب البقر.)
- ظهور الكاسات العاريات
كما ورد في الحديث الشريف: (صنفان من أهل النار لم أرهما, قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات, رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة, ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.)، فهن نساء مائلات عن طاعة الله عز وجل, مميلات لمن رافقهن عن صواب الطريق, يلبسن من اللباس ما لا يستر عوراتهن بل ويشف عنها, ويضعن فوق رؤوسهن ما يجعل رؤوسهن كأسنمة الإبل, وهذا يحصل في المجتمع في الوقت الحاضر.
- كثرة الكذب
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم)، فقد كثر الكذب في أزمان خلت, ولكن تجلى هذا الأمر وزاد في الزمن الحالي, فقد يكذب الوالد على ولده, أو الزوج على زوجه, أو البائع على المشتري, وأمثلة ذلك كثيرة من صور الكذب.
- انتشار التجارة
يقول عليه الصلاة والسلام: (بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة), وذلك ظاهر جلي في زماننا, فلا تكاد تجد مكانا إلا وفيه من التجار ومحالهم الكثير.
- قطع الأرحام
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وذكر منها وقطع الأرحام)، وقد ساد هذا الأمر في زماننا.
- اختلال المقاييس
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب, ويكذب فيها الصادق, ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين, وينطق الرويبضة قيل: يا رسول الله وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)، وهذا الأمر واضح حاليا.
- عودة جزيرة العرب جنات وأنهارا
وقيل بسبب الزراعة وحفر الآبار, ودليل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: (وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا).
- خروج القحطاني والجهجاه
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان, يسوق الناس بعصاه)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا تذهب الأيام والليالي, حتى يملك رجل يقال له الجهجاه)، فيظهر في آخر الزمان رجل من قحطان لم يذكر في الأحاديث اسمه, ويظهر آخر من المماليك يسمى بالجهجاه, وكل واحد منهما يحكم ويمسك بزمام الحكم, وقد ضرب المثل بعصى القحطاني. كناية عن شدة طاعة الناس له أو خشونته عليهم.
- ريح تقبض المؤمنين
ففي الحديث الذي تكلم عن الدجال, يقول عليه الصلاة والسلام: (إذ بعث الله ريحا طيبة, فتأخذهم تحت آباطهم, فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم, ويبقى شرار الناس, يتهارجون فيها تهارج الحمر, فعليهم تقوم الساعة)، دل الحديث على أن الريح تكون بعد يأجوج ومأجوج وخروج الدجال ونزول عيسى, بل وبعد خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها, حيث إن الدابة تخرج لتفرق بين المؤمنين والكافرين, وطلوع الشمس مصاحب لذلك, فلو كانت الدابة قبل الريح, لما بقي مؤمن على الأرض.
- كثرة الزلازل
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم, وتكثر الزلازل)، وهذا يكون مع نزول الخلافة إلى الأرض المقدسة, إذ تكثر الزلازل.
- صدق رؤيا المؤمن .
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا يبقى بعدي من النبوة شيء إلا المبشرات>>قالوا ::يا رسول الله وما المبشرات؟قال :<<الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له)
- كثرة النساء .
- فتح القسطنطينية .
- كثرة الروم وقتالهم للمسلمين .
- ظهور الخسف والمسخ والقذف .
- انكشاف الفرات عن جبل من ذهب .
- كلام السباع والجمادات الإنس .
علامات الساعة الكبرى
- ظهور المهدي
وهو رجل رشيد من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, يوافق اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم, واسم أبيه اسم والد النبي صلى الله عليه وسلم, وهو رجل يخرج في آخر الزمان, حين يكون الظلم قد ملأ الأرجاء, فيخرج ناشرا للعدل, مقيما للدين, طاردا للأهواء, يقول عليه الصلاة والسلام: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم , لطول الله ذلك اليوم , حتى يخرج فيه رجل مني , أو من أهل بيتي , يواطئ اسمه اسمي , واسم أبيه اسم أبي , يملأ الأرض قسطا وعدلا , كما ملئت جورا وظلما)
- خروج المسيح الدجال
تنتشر الفتنة بين الناس بظهور المسيح الدجال الذي يظهر من جهة خراسان, فيتبعه الكثير من ضعاف الإيمان ولا ينجو من فتنته إلا المؤمنون بحق, يطوف كل بقاع الأرض إلا مكة والمدينة لا يستطيع دخولهما, وهو أعور العين مكتوب على جبينه كلمة كافر, ومعه جنة ونار فتكون جنته نارا وناره جنة المسلمين, وجاء وصفه في حديث النبي الكريم "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال وأنا أحذركم أمر الدجال إنه أعور وإن ربي ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر يقرأ الكاتب وغير الكاتب معه جنة ونار (ناره جنة وجنته نار)"
- نزول المسيح عيسى عليه السلام
ينزل عليه السلام مصدقا بمحمد عليه الصلاة والسلام وعلى ملته, فيواجه الأعور الدجال ويقتله, ثم يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويخرب الكنائس ويقتل النصارى إلا من صدقه وآمن به, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عيسى عليه السلام ينزل على ثنية البيت المقدس يقال لها أفيق وعليه ممصرتان وشعر رأسه دهين وبيده حربة وبها يقتل الدجال فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم, ثم يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به".
- خروج يأجوج ومأجوج
وهم قوم يعيثون فسادا كبيرا في كل البلاد, ويستمر الوضع على ذلك حتى ينزل الله عليهم دودة تسمى النعف فتقضي عليهم, فقد جاء في الحديث الشريف "إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد حتى إذا أمسوا قالوا غدا نفتحه فيصبحون من الغد وقد أعاده الله كما كان حتى إذا أراد الله فتحه قالوا نحن غدا نفتحه إن شاء الله فيصبحون من الغد فيفتحونه ويتحصن الناس في حصونهم وآكامهم قال: فيأتون على دجلة والفرات فيشربون ما فيهما فيجيء آخرهم فيقول: قد كان ها هنا مرة ماء فيسلط الله عليهم دواب كأنها النعف".
- هلاك يأجوج ومأجوج
يستمر يأجوج ومأجوج بالإفساد في الأرض, فلا يأمن شرهم إلا من كان مختبئا, ومتحصنا بالحصون, ومنهم عيسى -عليه السلام- ومجموعة من المؤمنين معه, فيشتد بلاؤهم على المؤمنين, فيتضرعون إلى الله بالدعاء, فينجيهم الله بإرسال دود تأكل رقاب يأجوج ومأجوج, فيموتون, ثم يبعث الله طيرا أعناقها طويلة, فتحمل أجسادهم إلى حيث يشاء الله -سبحانه-, وقد ورد ذلك في قول رسول الله: (فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه, فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم, فيصبحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ, ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض, فلا يجدون في الأرض موضع شبرٍ إلا ملأه زهمهم ونتنهم, فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله, فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله).
- هدم الكعبة
يعد هدم الكعبة من علامات اقتراب الساعة, وذلك من قبل رجل من الحبشة يدعى ب(ذي السويقتين)؛ لصغر ساقيه, ورقتهما, قال رسول الله: (يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة), وقد وصفه بأنه أسود متباعد ما بين ساقيه, يهدم الكعبة حجرا حجرا, لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (كأني به أسود أفحج, يقلعها حجرا حجرا), ويشار إلى أن ما سيحدث للكعبة من خراب لا يتنافى مع قوله -تعالى-: (حرما آمنا)؛إذ إنه يبقى آمنا إلى قرب قيام الساعة, لا إلى قيامها الفعلي, أما المدينة المنورة فسيخرج الناس منها -وذلك من علامات الساعة-, فيتركونها حتى تصبح خاوية على الرغم من طيب عيشها, وثمارها, إذ قال رسول الله: (يتركون المدينة على خير ما كانت, لا يغشاها إلا العواف), والعوافي هي الطير والسباع, و قد أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام أن الدخان الوارد ذكره في قوله -تعالى-: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) هو من علامات الساعة, وذلك في قوله: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات, فذكر, الدخان).
- الدخان
الدخان من العلامات الكبرى ليوم القيامة, إذ يملأ الأرض من المشرق إلى المغرب, ويمكث لمدة أربعين يوما, ودليل ذلك قول الله -تعالى-: (فارتقب يوم تأتي السماء بدخانٍ مبينٍ).
- خروج الدابة
وهي دابة تكلم البشر وتهديهم للحق, قال تعالى { وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون}.سورة النمل - الآية 82
- رفع القرآن من السطور والصدور
يعد القرآن محفوظا في الصدور, والسطور, إلا أنه لن يبقى في الأرض في آخر الزمان؛ فالمحفوظ منه سيرفع من صدور الحافظين, والمكتوب منه سيرفع من المصاحف حتى لا تبقى منه آية, وذلك من علامات اقتراب الساعة كما أخبر رسول الله بقوله: (وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلةٍ, فلا يبقى في الأرض منه آية), وإن رفع القرآن لهو من أعظم الأمور التي ستحصل ومن أشد الفتن؛ فإنه لا تبقى كلمة منه في صدر أحدٍ من الخلق, ولا يبقى حرف منه في مصحف, وإن الله هو الوحيد القادر على رفعه؛ فهو محفوظ بقدرته إلى أن يشاء الله رفعه, قال تعالى: (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا).
- طلوع الشمس من مغربها
وعندها تقفل أبواب التوبة فجاء في قول عز وجل {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ۗ قل انتظروا إنا منتظرون}.
- الخسوفات الثلاثة
أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن وقوع ثلاثة خسوفات كعلامة من علامات الساعة, إذ قال: (خسف بالمشرق, وخسف بالمغرب, وخسف في جزيرة العرب).
- الريح الباردة
أخبر رسول الله أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق, أما المؤمنون منهم فينجيهم الله من أهوالها؛ وذلك بإرسال ريح طيبة تقبض أرواحهم, فلا تظل على الأرض نفس في قلبها مثقال ذرة من إيمان؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم, فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرةٍ من خيرٍ, أو إيمانٍ إلا قبضته, حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبلٍ لدخلته عليه, حتى تقبضه قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: فيبقى شرار الناس), وقد ورد عن رسول الله في رواية أخرى أن هذه الريح تأتي من اليمن, وذلك بقوله: (إن الله يبعث ريحا من اليمن), ويحتمل الجمع بين الروايتين وجهين: الأول أنهما ريحان؛ شامية, ويمانية, والثاني أن الريح تبدأ من إحدى المنطقتين لتصل الأخرى.
- خروج النار
اتفق العلماء على أن خروج النار هي آخر علامات الساعة الكبرى؛ لقول رسول الله: (إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آياتٍ) إلى أن قال: (وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم)، ويفهم من حديث رسول الله أن هذه النار تخرج من اليمن، وتسوق الناس إلى محشرهم وهو بلاد الشام؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ستخرج نار من حضرموت أو من نحو بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ فقال: عليكم بالشام)، وهذه النار ليس الهدف منها إحراق الناس، وإنما سوقهم إلى محشرهم، فتبقى ملازمة لهم ليلا ونهارا، تبيت معهم وترحل معهم، وتبقى هكذا حتى تصل بهم إلى الشام، وقد ورد ذلك عن رسول الله بقوله: (ويحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا).
- حشر الناس إلى أرض الشام
وعندها تقبض أرواح جميع المسلمين ليشهد المشركون باقي علامات الساعة الكبرى, كما جاء في نص الحديث الشريف "يحشر الناس يوم القيامة, على ثلاث طرائق, راغبين راهبين, اثنان على بعير, وثلاثة على بعير, وأربعة على بعير, وعشرة على بعير, وتحشر بقيتهم النار, تقيل معهم حيث قالوا, وتبيت معهم حيث باتوا, وتصبح معهم حيث أصبحوا, وتمسي معهم حيث أمسوا"
- النفخ في الصور والصعق
وهي آخر علامات الساعة الكبرى, إذ ينفخ في الصور ثلاث نفخات, نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة البعث من القبور, قال الله تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ۖ ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون}.